ريم الهاشمي: مسيرة ريادية ملهمة

السيرة الذاتية للوزيرة الإماراتية ريم الهاشمي

تعتبر ريم الهاشمي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شغلت العديد من المناصب الحكومية التي ساهمت في تعزيز مكانة الإمارات على الصعيدين المحلي والدولي. تعد ريم الهاشمي نموذجاً للمرأة الإماراتية الطموحة، التي استطاعت تحقيق نجاحات استثنائية في مجال العمل الحكومي والتخطيط الاستراتيجي، مما جعلها أحد الوجوه البارزة في الدبلوماسية الإماراتية والتنمية الاقتصادية. في هذا المقال، سنستعرض السيرة الذاتية لريم الهاشمي، ونكشف عن أبرز محطاتها المهنية، والإنجازات التي ساهمت في بناء مستقبل الإمارات.

النشأة والتعليم

وُلدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا في إمارة دبي. نشأت في أسرة تهتم بالعلم والتعلم، حيث كانت البيئة المحيطة بها محفزة للإبداع والابتكار. تلقت تعليمها في مدارس الإمارات، ثم تابعت دراستها العليا في الخارج. حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد المرموقة، وهي واحدة من أرقى الجامعات في العالم. حيث ساعدها هذا التعليم على تطوير مهاراتها في مجالات الإدارة، القيادة، والاستراتيجيات الاقتصادية.

إن تميز ريم الهاشمي لم يقتصر فقط على تحصيلها العلمي، بل امتد ليشمل تفاعلها المباشر مع مختلف الأحداث السياسية والاقتصادية التي كانت تشهدها دولة الإمارات، مما مكنها من بناء فهم عميق لاحتياجات بلدها وطموحاته.

المسيرة المهنية

بدأت ريم الهاشمي مسيرتها المهنية في مجال الأعمال الحكومية في بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. وقد كانت من بين أوائل النساء الإماراتيات اللاتي انخرطن في وظائف ذات طابع استراتيجي، مما يثبت قدرة المرأة الإماراتية على تحمل المسؤوليات الكبيرة.

مشاركتها في تطوير الاستراتيجيات الحكومية

من أبرز المحطات المهنية التي مرت بها ريم الهاشمي كانت مساهمتها في مشروع “إكسبو 2020 دبي”، حيث شغلت منصب المدير العام لمكتب إكسبو 2020. لعبت ريم دوراً محورياً في هذا المشروع الضخم الذي وضع الإمارات على خارطة العالم كمركز دولي للابتكار والتجارة والثقافة. وقد استطاعت أن تقود فريق العمل لتحقيق نجاح غير مسبوق، حيث ساهمت في تحقيق أرقام قياسية في عدد الدول المشاركة، إضافة إلى تصميم برنامج ريادي للمستقبل يضع دبي في طليعة المدن العالمية التي تتمتع بنمو اقتصادي مستدام.

دورها في تطوير العلاقات الدولية

قدرتها على التواصل وبناء العلاقات مع كبار الشخصيات الدولية جعلتها من أبرز القيادات الدبلوماسية في الإمارات. كانت ريم الهاشمي جزءاً من فرق التفاوض في العديد من القمم الدولية، حيث عملت على تعزيز دور الإمارات في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية. علاوة على ذلك، كانت من بين الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في تقوية العلاقات مع الدول الغربية والآسيوية، وساهمت في تعزيز السياسة الاقتصادية لدولة الإمارات التي تقوم على التعاون المشترك والتنمية المستدامة.

وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي

في عام 2016، تم تعيين ريم الهاشمي وزيرة للدولة لشؤون التعاون الدولي في الحكومة الإماراتية. منذ توليها هذا المنصب، عملت على تعزيز السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والدولي. وقد ركزت في عملها الوزاري على تحسين مستوى التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية، وتعزيز قدرة الإمارات على تقديم الدعم والمساعدة للدول النامية.

تميزت ريم الهاشمي بقدرتها الفائقة على التفاوض وإدارة العلاقات الدولية، وكان لها دور كبير في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية. كما استطاعت أن تبني جسور تعاون بين الإمارات والدول الشقيقة والصديقة، مما مهد الطريق للعديد من المبادرات المشتركة التي تخدم مصالح الشعوب.

الإسهامات في تمكين المرأة

إضافة إلى إنجازاتها في المجال الحكومي، لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته ريم الهاشمي في مجال تمكين المرأة في الإمارات. فهي تعد واحدة من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. من خلال منصبها كوزيرة، سعت ريم إلى تعزيز مشاركة المرأة في العمل الحكومي والقطاع الخاص، وأكدت أن المرأة الإماراتية يمكن أن تكون شريكاً أساسياً في عملية بناء الأمة. وعملت على دفع المرأة إلى مواقع القيادة، وهو ما تبلور في تعيين عدد من النساء في المناصب القيادية في حكومة الإمارات.

الإنجازات الدولية والجوائز

حصلت ريم الهاشمي على العديد من الجوائز والتكريمات من قبل هيئات ومنظمات دولية تقديراً لإسهاماتها الكبيرة في التنمية الاقتصادية، والابتكار، والقيادة. كان من أبرز هذه الجوائز تقديرها من قبل الأمم المتحدة كأحد القادة العالميين الذين ساهموا في تعزيز التنمية المستدامة وتوسيع آفاق التعاون الدولي. كما أنها كانت من بين الشخصيات التي تم إدراجها ضمن قائمة “أكثر النساء تأثيراً في العالم” من قبل مجلة فوربس.

التحديات التي واجهتها

على الرغم من النجاحات التي حققتها، لم تكن مسيرة ريم الهاشمي خالية من التحديات. فقد كانت بداية مسيرتها في مجال العمل الحكومي محفوفة بالتحديات التي تواجهها أي امرأة في مجتمعات غالباً ما يكون الرجال هم الأكثر تمثيلاً في المناصب القيادية. إلا أن ريم تمكنت من تجاوز هذه التحديات بفضل مهاراتها القيادية العالية، ورؤيتها الثاقبة في التعامل مع مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تمس الإمارات.

من خلال تقديم حلول مبتكرة، استطاعت ريم الهاشمي أن تثبت للعالم أن القيادة لا تتعلق بالجنس، بل بالكفاءة والقدرة على التوجيه والتخطيط الاستراتيجي.

الخلاصة

ريم الهاشمي تمثل نموذجاً يحتذى به للمرأة العربية التي استطاعت أن تحقق تميزاً في مجالات متعددة من الحياة السياسية والاقتصادية. إن مسيرتها الحافلة بالإنجازات تؤكد قدرة المرأة الإماراتية على الإبداع والابتكار في شتى المجالات. ومن خلال دورها كوزيرة، ومساهماتها في مشاريع ضخمة مثل إكسبو 2020، وعلاقاتها الدبلوماسية المتميزة، نجحت في أن تكون من الشخصيات المؤثرة على الساحة العالمية، وتظل رمزاً للإصرار والطموح في دولة الإمارات العربية المتحدة.